بوابة الحرمين الشريفين
التوسعات في العهد السعودي
عمارة المسجد النبوي في العهد السعودي الزاهر

 

 

 

 

عمارة المسجد النبوي
في العهد السعودي الزاهر

عمارة المسجد النبوي في العهد السعودي الزاهر

لقد لقي المسجد النبوي الشريف عناية عظيمة خلال العهد السعودي الزاهر، فعندما تولى الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- حكم البلاد ، قام بأول زيارة إلى المدينة المنورة في شعبان عام 1345هـ للصلاة في مسجد رسول الله ? ، والسلام على خير البرية ? ، ثم النظر في شؤون المسجد النبوي ، فلاحظ تصدعات في بعض العقود الشمالية للمسجد ، وتفتت بعض حجارة الأعمدة ، فأصدر أوامره بإصلاح وترميم المسجد ، وكان ذلك في سنة 1348هـ ، فأجريت إصلاحات في أرضية الأروقة المحيطة بالصحن ، ثم تم بعدها إصلاح بعض الأعمدة بالأروقة الشرقية والغربية من الصحن، وكذا إصلاح التشققات التي ظهرت في دهان الحجرة النبوية الشريفة ، وكان ذلك عام 1350هـ .
ولما نمى لعلمه أن الناس يشعرون بالضيق الشديد أيام المواسم ، أصدر -رحمه الله- أمره السامي بإعداد ما يلزم من دراسات لبناء وتوسعة المسجد النبوي الشريف .
التوسعة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف :
لما أخذت الدراسات والتصميمات لتوسعة الحرمين الشريفين التي أمر بها رحمه الله مكانها ، واطمأن لها خادم الحرمين – رحمه الله - بعد متابعة مستمرة من جلالته ، أصدر أمره بإجراء العمارة والتوسعة لمسجد رسول الله ? ، وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات دون قيد أو شرط ، مع توسيع الطرق التي حول المسجد .
وكان ذلك في اليوم الثاني عشر من شهر شعبان سنة ( 1368هـ ) حيث أعلن– رحمه الله – في خطاب وجهه إلى المسلمين في كل مكان عزمه على توسعة المسجد النبوي.
وبناء عليه فقد تم افتتاح مكتب خاص بمشروع التوسعة يضم خمسين موظفًا يقومون بالأعمال الإدارية والحسابية والهندسية وغيرها مما يلزم لإنجاز المشروع على أحسن وجه .
وتم إقامة مصنع في آبار علي الواقعة غرب المدينة المنورة على بعد (10) كلم تقريبًا لعمل الأحجار الصناعية اللازمة للبناء ، وزُوِّدَ المصنع بالمهندسين والمتخصصين ، وقد بلغ عدد عماله أربعمائة عامل . أما المهندسون الذين كانوا يباشرون العمل بالمسجد النبوي فكانوا أربعة عشر مهندسًا ، يعمل معهم في البناء ألف وخمسمائة عامل علاوة على مائتي صانع فني .
وقد وفرت الحكومة كل ما يلزم لإنجاز المشروع من سيارات وآلات متنوعة ، وتم نقل مواد البناء اللازمة بالبواخر . وكان ميناء ينبع يستقبل هذه البواخر ، وقد بلغ عددها ما يزيد على ثلاثين باخرة ، وزاد مجموع ما حملته من المواد على ثلاثين ألف طن ، ونقلت هذه المواد إلى مقر العمل بالمسجد النبوي الشريف عن طريق البر بواسطة السيارات والآلات العاملة بالمشروع .
وفي اليوم الخامس من شهر شوال سنة ( 1370هـ ) أقيم احتفال كبير برئاسة الأمير عبد الله السديري أمير المدينة المنورة آنذاك ، قرئ فيه المرسوم الملكي باعتماد توسعة الحرم النبوي من قبل الملك عبد العزيز –رحمه الله- ، وبعد انتهاء الاحتفال خرج المجتمعون من الحرم لمشاهدة أول مرحلة من مراحل المشروع ، وهي إزالة الأبنية المجاورة للحرم بواسطة الآلات الميكانيكية الضخمة ، والتي نزعت ملكياتها عن طريق لجنة خاصة لتقدير الأثمان ، وقد أعطي أصحابها تعويضات نقدية كبيرة ، حيث بلغت هذه التعويضات (25) خمسة وعشرين مليون ريال آنذاك. واستمرت عمليات الهدم والحفر ونقل الأنقاض إلى أماكن بعيدة إلى ما يقرب من اثنين وثلاثين شهرًا .
واستمر الهدم ونقل الأنقاض وإزالتها حتى أول عام 1372هـ ، وبدئ في حفر الأساسات في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1372هـ . وزار الملك سعود رحمه الله المشروع في 13/3/1372هـ حيث كان وليًّا للعهد آنذاك ، ووضع حجر الأساس ، وبنى بيده أربعة أحجار في إحدى زوايا الجدار الغربي مما يلي باب الرحمة في حفل رائع كبير حضره ممثلون من مختلف الدول الإسلامية والعربية ، وجمع كبير من أبناء البلاد وأعيانها ، وقال :
« فإنني أحمد الله تعالى أن وفق مولاي صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين لإصلاح وعمارة المسجد النبوي الكريم وتوسعته ، إذ أمر وزير المالية عبد الله السليمان بتنفيذه على نفقة جلالته الخاصة، وتولاه محمد بن لادن المدير العام للإنشاءات الحكومية ، وإنه لمن حسن توفيق الله لي أن شرفني مولاي صاحب الجلالة بالنيابة عنه في وضع الحجر الأساس لهذا العمل الجليل . وها أنا باسم الله وعلى بركته أضع الحجر الأساس بالنيابة عن جلالته ، وبالأصالة عن نفسي في هذا اليوم المبارك الإثنين الثالث عشر من شهر ربيع الأول من سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وسبعين هجرية داعيًا الله أن يوفق لإتمامه على خير ما نتمناه والسلام » .
الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله وتوسعة المسجد النبوي :
غير أن الملك عبد العزيز توفي -رحمة الله عليه- في عام (1373هـ) قبل أن يكتمل البناء . وتسلم زمام الحكم الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله في نفس العام ، وكان كثير الاهتمام بأمر التوسعة ، وقد أخذت الكثير من وقته ، بسبب إشرافه المتواصل عليها؛ ليرى بنفسه ما تم من أعمال وما بقي وما يحتاج منها إلى تعديل أو تبديل، وعليه فقد تم في عهده إكمال بناء توسعة المسجد النبوي الشريف على أتقن وأجمل شكل .
واحتفل بمناسبة انتهاء أعمال توسعة المسجد النبوي الشريف في مساء اليوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1375هـ) .
وقد بلغت النفقات التي صرفت على المشروع خمسين مليون ريال منها خمسة وعشرون مليونًا نفقات البناء والمؤن ، وخمسة وعشرون مليونًا قيمة تعويض العقارات .
صفة التوسعة السعودية الأولى :
أقيمت التوسعة على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة مكون من أعمدة تحمل على رؤوسها عقودًا مقوسة مغطاة بالحجر الصناعي ، مزخرفة بقطع بيضاء ورمادية اللون ، وتنتهي هذه العقود إلى السقف ، ووضعت أسماء الصحابة - رضوان الله عليهم – بين العقود كما كانت عليه العمارة السابقة في دوائر مذهبة جميلة .
ورؤوس الأعمدة مكسوة بتيجان من النحاس الأصفر الذهبي المنقوش بأنواع بديعة من الزخرفة في غاية المتانة والمنظر الجميل صنعت في مصر ، وكان مكتب مشروع التوسعة قد فتح لشرائها اعتمادًا بخمسة عشر ألف جنيه في أحد بنوك مصر آنذاك .
وفوق التيجان يوجد جزء مربع مزخرف ، وهو قاعدة العقود ، وفوق هذا الجزء وضعت مصابيح كهربائية ، أربعة من كل جانب ، مصنوعة من النحاس الأصفر والزجاج المتين في شكل فخم جميل .
وأما قواعد الأعمدة فقد كسيت بالرخام الأسمر المجزع ، وجذوعها دهنت باللون الأبيض الناصع في أول بنائها ، وبقيت على هذه الحالة مدة طويلة ، (وقد كسيت أعمدة التوسعة الأولى فيما بعد سنة 1413هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله – وبعد تمام التوسعة الكبرى بالرخام الأبيض على منوال التوسعة الثانية حتى يكتمل التجانس بين التوسعتين ) .
وتتألف التوسعة السعودية الأولى من أربعة أجنحة :
- الجناح الغربي والجناح الشرقي : ويشتمل كل منهما على ( 15 بائكة ) وتشكل هذه البوائك في كل جناح ثلاثة أروقة مستطيلة من الجنوب إلى الشمال.
- الجناح الشمالي : ويتألف من ( تسع بوائك ) تشكل خمسة أروقة من الشرق إلى الغرب.
- الجناح المتوسط : ويقسم رحبة ( صحن ) المسجد المعروف بالحصوة إلى قسمين ويتألف هذا الجناح من ثلاثة أروقة من الشرق إلى الغرب .
وتوجد على جانبي هذا الجناح الحصوتان ، وقد فصل بينهما ممر مبلط بالرخام الأبيض ويتكون كل منها من أربعة أجزاء مفروشة بالحصا ، ونصبت فيها أعمدة من الأسمنت المسلح ركبت عليها مصابيح .
وأما سقف المسجد فقد قسم إلى مربعات على هيئة سقوف خشبية ، وزخرف بأنواع الزخارف الجميلة ذات الألوان المختلفة .
ويوجد في الأروقة تحت السقف فتحات هندسية خاصة ، ومن الممكن استعمالها لتركيب تمديدات تكييف الهواء وأما الجدران فارتفاعها (12م) وارتفاع قاعدتها إلى نحو متر من سطح الأرض ، بني بالحجر الأسود المنحوت ، ثم يصير عرض الجدران بعدئذ حتى نهايتها نحو ( 93سم ) ، وبني منه (120سم) بالحجر الأحمر المنحوت ، ثم بني الباقي بالرخام الصناعي ( المزايكو ) إلى نهاية الجدران ، وفوق الحجر الأحمر فتحت شبابيك جميلة مصنوعة من الحديد الصلب.
وفي التوسعة السعودية الأولى مئذنتان ، إحداهما في الركن الشمالي الغربي ، والأخرى في الركن الشمالي الشرقي ، ويبلغ قاعدة كل منهما خمسة أمتار ، وعمق أساسات المئذنة ( 17م ) ونصف المتر ، وتتكون كل مئذنة من أربعة طوابق :
- الطابق السفلي : مربع يستمر إلى أعلى سطح المسجد ، وينتهي بمقرنصات يحمل أعلاها شرفة مربعة .
- والطابق الثاني مثمن ، زين بعقود تنتهي بشكل مثلثات ، وينتهي أعلاه بمقرنصات تعلوها شرفة .
- والطابق الثالث مستدير في مثل ارتفاع الطابق الثاني تقريبًا حلي بزخارف ملونة ، وينتهي بمقرنصات يحمل أعلاها شرفة دائرية .
- وأما الطابق الرابع فقد ارتفع عن الوضع المألوف ، وينتهي بمقرنصات تعلوها شرفة ، وفوق الشرفة طابق خامس بشكل خوذة مضلعة ، تنتهي بشكل شبه مخروطي يعلوه قبة بصلية ، ويعلو فوقها هلال ذهبي ، وارتفاع المئذنة سبعون مترًا .
الإضافات الجديدة إلى التوسعة الأولى :
عندما قام الملك سعود – رحمه الله – بافتتاح المسجد النبوي الشريف بعد أن تمت أعمال البناء في التوسعة الأولى التي أمر بها الملك عبد العزيز - رحمه الله - لاحظ جلالته أن جدار المسجد النبوي الشريف القديم ما بين باب الرحمة وباب السلام لا ينسجم مع العمارة الفنية العربية الحديثة ، وهذه الواجهة هي التي تواجه القادمين لزيارة المسجد النبوي الشريف ، ولابد أن تكون ضمن وحدة فنية هندسية متناسقة ، يتجلى فيها جمال العمران وروعة الفن العربي البديع، وتحقيقًا لهذا الغرض أمر جلالته بتوسيع المسجد النبوي الشريف في هذه المنطقة . ومن المعلوم أن التوسعة التي تمت بالمسجد النبوي الشريف وقعت في القسم الشمالي للمسجد ، وتنتهي بباب الرحمة ، مع الاحتفاظ بالجدار في هذه المنطقة على حاله إلا من بعض الإصلاحات والترميمات فيه ، وجرى إنشاء باب سمي بباب الصديق ؛ لوقوعه بحذاء خوخة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - ، ويتألف هذا الباب من ثلاث فتحات واسعة تقوم على أعمدة جميلة .
كما تم إحداث ثلاث فتحات في جدار المسجد النبوي الشريف تواجه فتحات باب الصديق ، فاتصل المسجد الشريف بفتحات هذه التوسعة الصغيرة وباب الصديق ، وفُرشت أرض التوسعة بالرخام الأبيض المرمر .
كما جرى تلبيس جدار التوسعة وفتحات الجدار القديم بالرخام الملون بارتفاع نحو مترين ، وشملت هذه التوسعة المساحة الممتدة من أول فتحات باب الصديق حتى جدار المسجد القديم ، كما بنيت بها حجرات على يمين الداخل والخارج من باب الصديق ، وصالة واسعة فوق السقف يقدر طولها بنحو أربعين مترًا ؛ لتنقل إليها المكتبة المحمودية حيث كان مقرها سابقًا في هذه المنطقة ، وأما باب السلام وباب الرحمة فقد أحدثت بهما عمارة حديثة ، فظهرا في منتهى الروعة والجمال .
ومن جملة الأعمال التابعة لتوسعة المسجد النبوي الشريف أن الملك سعود – رحمه الله – رغب في إزالة الأبنية والخرابات الواقعة قبلي المسجد النبوي الشريف ، وفي الجهة الشرقية من باب جبريل ؛ لإبعاد الأذى والضرر الناتج من استعمال المراحيض التي في هذه الأماكن ، وأمر بفتح طرق في هذه المنطقة لمنافع المسلمين ؛ ولصيانة مباني مسجد رسول الله ? .
وعليه فقد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض وقررت نزع ملكية الأماكن الواقعة شرقي المسجد والأماكن الواقعة قبلي المسجد -أي في جنوبه- وقررت قيمة المثل لها ، وقدَّرتها بمبلغ ستين ألفًا وأربعمائة جنيه ذهبًا سعوديًّا ، وأكدت اللجنة على ضرورة وجود حمى للمسجد في الجهة القبلية والشرقية مما يلي باب جبريل بمساحة كافية يحاط بسياج يفصله عن الشارع .
وقررت اللجنة أن يبنى من أوقاف الحرم مستودعات بدل التي كانت في دار العشرة.
كذلك قررت اللجنة الالتماس من صاحب الجلالة صدور أمره الكريم ببناء دار للعجزة ينقل إليها سكان رباطي العشرة ورباط العجم أو غيرهم من المحتاجين والمساكين الذين لا مأوى لهم .
وقدرت قيمة الأماكن المراد نزع ملكيتها في جنوب المسجد فقط بستين ألفًا وأربعمائة جنيه (60400) جنيه ذهب سعودي .
وحرصًا على نظافة محيط المسجد وإبعاد الغبار والتراب عنه تم فرش الأرض التي تحيط بالمسجد النبوي الشريف بقطع رخامية مربعة من الموزايكو ، طول ضلعها ( 50 × 50 ) سم ، وسمكها ( 6 ) سم .
ففي الميدان الشمالي فرش الرخام (1500) م2 على طول كل واجهة المسجد الشمالية .
وفي الناحية الغربية فرش الرخام على طول الشارع من باب السلام حتى نهاية المسجد شمالاً ومساحته ( 3500) م 2 .
وفي الجهة الشرقية فرش نحو (150) م 2 في الممر من باب النساء إلى حد المسجد جنوبًا .
هذا عدا الأرصفة المحيطة بالمسجد شرقًا وشمالاً وجنوبًا ويقدر متوسطها بنحو خمسة أمتار عرضًا . وهكذا تم تبليط نحو (5150) م 2 بالرخام حول المسجد والنية متجهة لتتميم البلاط من الجهة الشرقية والجنوبية .
شوارع وميادين حول التوسعة :
في هذه التوسعة وتتميمًا لها شقت شوارع ، وخططت ميادين ؛ لتكون منطقة توصيل وتوزيع وخدمة للمسجد النبوي الشريف ، وعددها ستة شوارع رئيسة ، إضافة إلى ثلاثة شوارع ، تمت توسعتها ، والشوارع الستة هي :
1 – الشارع الرئيسي الذي يبدأ من باب الملك عبد العزيز الذي أنشئ في التوسعة في اتجاه ميدان البقيع .
2 – الشارع الرئيسي الممتد من الجنوب ، من شارع درب الجنائز متجهًا إلى المسجد النبوي الشريف ، وينتهي عند باب السلام .
3 – الشارع الرئيسي الممتد من ميدان البقيع حتى طريق المطار عند باب الصدقة .
4 – الشارع الغربي الذي يقع في الجانب الغربي من المسجد النبوي ، وقد أنشئت على ضفته بنايات على الطراز الحديث ، وصارت أوقافًا لصالح الحرم الشريف .
5 – الشارع الشرقي ، وقد هدمت الدور الواقعة في المنطقة ، وفتح شارع رئيسي يمتد من الجنوب إلى الشمال .
6 – الشارع الجنوبي من الشرق إلى الغرب .
وقد تمت توسعة ثلاثة شوارع هي: شارع باب المجيدي ، وشارع الرومية رقم(1) ، وشارع الرومية رقم (2) .
أما الميادين التي أنشئت حول المسجد النبوي الشريف فهي :
1 – ميدان باب السلام : ويقع غرب المسجد النبوي على مساحة تبلغ (3000) متر مسطح ، وقد كانت المنطقة مكتظة بالبيوت والدكاكين ، فتم نزع ملكيتها لصالح الميدان ، وتطل على هذا الميدان الأبواب الثلاثة : باب السلام ، باب الصديق ، باب الرحمة .
2 – ميدان باب المجيدي ، ويقع شمالي المسجد ، وتبلغ مساحته (5000) متر مسطح ، وكان كسابقه مليئًا بالبيوت والدكاكين، فانتزعت لصالح الميدان، فصار ميدانًا فسيحًا أمام العمارة الحديثة للمسجد .
3 – ميدان باب جبريل في الناحية الشرقية ، وتبلغ مساحته (1500) متر مسطح.
إضاءة المسجد النبوي بعد التوسعة :
وقد أنشئت محطة لتوليد الكهرباء خاصة بالمسجد النبوي ، وأقيمت في آبار علي (ذو الحليفة ميقات أهل المدينة ) وقد حُرص على أن تكون الإضاءة منسجمة مع طراز العمارة ، وقد زود المسجد النبوي بـ (1011) مصباحًا في أعلى الأعمدة و(1400) مصباح دائري ، و(16) مصباحًا في زوايا العقود .
الملك فيصل – رحمه الله- وتوسعة المسجد النبوي الشريف :
حصلت توسعة أخرى في العهد السعودي للمسجد النبوي الشريف ، وذلك في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله - من الجهة الغربية ، واشتريت العقارات والدور والمساكن التي احتيج إليها ، وظللت بمظلات مقببة قوية مؤقتة في مساحة (40500) متر مربع ، وجهزت بجميع اللوازم حتى صارت صالحة للصلاة ، وصار الناس يصلون فيها .
الملك خالد – رحمه الله- وتوسعة المسجد النبوي الشريف :
جرت توسعة ثالثة في العهد السعودي للمسجد النبوي ، وذلك في عهد الملك خالد – رحمه الله – حينما وقع حريق في المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من المسجد سنة 1397هـ فأزيلت المنطقة ، وتم تعويض أصحاب العقارات ، وضمت الأرض إلى ساحات المسجد النبوي ، وظللت منها مساحة (43000) متر مربع على غرار المظلات السابقة وهيئت للصلاة فيها .
وبذلك صارت المساحة الكلية للمسجد النبوي بعد التوسعة السعودية الأولى (16327) مترًا مربعًا .




توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز
للمسجد النبوي الشريف

منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ملكًا على المملكة العربية السعوديـة في 21 من شعبان عـام 1402هـ ، كان شغله الشاغل توفير الرعاية لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله ?.
وقد زار –رحمه الله- المدينة المنورة في شهر المحرم عام 1403هـ وشعر خلال زيارته أن المسجد لا يتسع لكل المصلين والزوار ، وأن المظلات المقامة لم تعد كافية، فأمر بوضع دراسة لتوسعة مسجد رسول الله ? توسعة كبرى ، تستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين ، وبالفعل تمت الدراسة بحيث أن هذه التوسعة تمتد من جهة الغرب حتى شارع المناخة ، ومن الشرق إلى شارع أبي ذر بمحاذاة البقيع ، ومن الشمال حتى شارع السحيمي .
وضع حجر الأساس للتوسعة :
في يوم الجمعة التاسع من شهر صفر عام 1405هـ وأمام حشد حافل مهيب وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس لهذه التوسعة المباركة والتي فاقت في مساحتها كل التوسعات السابقة .
البدء في تنفيذ المشروع :
بدأ العمل في هذا المشروع الضخم في السادس من شهر المحرم عام 1406هـ الموافق (22سبتمبر 1985م ) وذلك بتشكيل لجنة تنفيذية برئاسة أمير المدينة المنورة آنذاك الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز - رحمه الله - للإشراف على المشروع ومتابعته ، وعقدت اللجنة عدة جلسات ، ووضعت برنامج عمل زمني للتنفيذ ، وبدأت أولى خطوات التنفيذ باستملاك العقارات التي ستشملها التوسعة والخدمات المساندة ، وتقدر مساحتها بمائة ألف متر مربع من الأراضي المجاورة للمسجد ، وشكلت لجان لتقدير ثمن العقارات المنـزوعة فبلغت حوالي سبعمائة مليون ريال ، بدأت الدولة بصرفها بعد استلام العقارات ، وبدأت الشركة المنفذة هدم المنشآت وإزالة المباني القائمة ، وانتُهي من هدم البيوت الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف إلى البقيع في شهر رمضان عام 1405هـ، واستغرق العمل في هــذه المرحلة ثلاث سنوات ما بين عام 1405هـ إلى عام 1408هـ ، وسبب تأخر هذه المرحلة لسنوات أن خادم الحرمين الشريفين أمر بإتاحة الفرصة للسكان ليتدبروا أمرهم ، ويجدوا البدائل المناسبة لهم ، وعدم قطع خطوط الخدمات عنهم إلا بعد أن ينتقل الجميع .
وبدأ العمل التنفيذي في مشروع التوسعة -على بركة الله- بعد أن تمت دراسة أفضل الطرق المناسبة للأساسات وإجراء اختبارات عملية دقيقة على تربة الموقع .
وفي منتصف عام (1410هـ ـ 1990 م ) كانت البنية الأساسية قد اكتملت وبدأت معالم مبنى التوسعة تتبلور وتظهر ، وارتفع البنيان قائمًا من الأساسات الضاربة في العمق ، والممتدة على مساحة (280) ألف متر مربع حول المسجد النبوي ، ارتفع فيها (2104) أعمدة تحصر بينها (95) ساحة ، منها (27) ساحة مفتوحة ، و(68) ساحة مقفلة بصورة دائمة ، وتتباعد الأعمدة عن بعضها ما بين (6) أمتار و(18) مترًا لتشكيل أروقة وأفنية داخلية تنسجم مع الإطار العام للتوسعة ، ويبلغ ارتفاع الطابق الأرضي (12.55) مترًا، بينما يبلغ ارتفاع الدور السفلي المخصص للخدمات (4) أمتار ، وعدد أعمدتـه (2414) عمودًا ، وبلغت مساحته (83482) م 2 شاملة مجاري تصريف المياه والحوائط .
تهيئة أجزاء من التوسعة للصلاة خلال إنشائها :
كان توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله - أن يتم إنجاز التوسعة على أرفع مستوى ، وبسرعة قياسية ، وأن تؤمن للحجاج والمعتمرين كل الخدمات المطلوبة ، وأن يحافظ على سلامتهم من أي أذى أثناء الأعمال الإنشائية لهذه التوسعة .
وعليه فقد تم في موسم حج عام 1412هـ فتح معظم أجزاء التوسعة للمصلين ، وفي عام 1413هـ تمت أيضًا تهيئة سطح التوسعة للصلاة فيه .
وفي هذا الوقت الحرج حيث كانت ورديات العمل تتلاحق على موقع العمل في مشروع التوسعة في تواصل مستمر كان ضيوف الرحمن يصلون إلى المملكة بلا انقطاع للحج أو العمرة والزيارة ، ولم تقم المملكة العربية السعودية بإيقاف التأشيرات ، أو تقليص حجمها ، بل كانت تعليمات خادم الحرمين الشريفين هي تأمين الراحة والطمأنينة والدخول لكل قاصد لبيت الله الحرام ، ومسجد نبيه المصطفى ? ، وظلت نسب الحجاج في هذه الفترة (1405-1414هـ) في معدلها الطبيعي ، كما جاء في الإحصاءات الرسمية للحجاج القادمين من خارج المملكة آنذاك .
مكونات مشروع التوسعة :
مبنى التوسعة :
توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- للمسجد النبوي الشريف هي امتداد لمبنى المسجد القديم ، تحيط به وتتصل معه من الشمال والشرق والغرب . وتبلغ مساحتها (82000) م 2 ، تستوعب حوالي (150000 ) مصلٍٍّ ، وكانت مساحة المسجد النبوي قبل هذه التوسعة تبلغ (16500) م 2 ، وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد بعد التوسعة (98500) م 2، تستوعب حوالي (180000) مصلٍٍّ، وتم تهيئة سطح التوسعة للصلاة بعد تغطيته بالرخام ، فصارت مساحتـه حوالي (67000) م 2 ، تستوعب حوالي (90000) مصلٍٍّ، مما رفع الطاقـة الاستيعابيـة للمسجد النبوي الشريف إلى (270000) مصلٍٍّ، ضمن مساحـة تبلغ حوالي (1655000 ) م 2، ويضاف إلى مبنى التوسعة عدد من الساحات ، يبلغ مجموع مساحتها (235000) م 2 ، مما يجعل المساحة الكلية للمسجد النبوي الشريف وسطحه وساحاته(400500)م2، تستوعب ما يزيد عن مليون مصل أوقات الذروة .
ويتضمن مبنى التوسعة قبوًا ( بدروم ) بمساحة الدور الأرضي للتوسعة ، خصص لأجهزة التكييف والتبريد والخدمات الأخرى .
الســـاحات :
يحيط بالمسجد النبوي الشريف ساحات تبلغ مساحتها حوالي (235000)م2، منها (45000) م2 أرضيتها مكسوة برخام أبيض عاكس للحرارة ، والباقي مساحته (190000) م2 أرضيتها مكسوة بالجرانيت بأشكال هندسيـة رائعـة وألوان جميلة متنوعة ، وهي مخصصـة للصلاة ، وتستوعب حوالي (430000 ) مصل .
وهذه الساحات مع مبنى المسجد تستوعب في الحالات العادية ما لا يقل عن (700000 ) مصل لتصل إلى مليون مصل وقت الذروة ، وتتصل الساحات بمواقف للسيارات مكونة من دورين تحت الأرض ، وهذه الساحات مخصصة للمشاة فقط ، ولا يسمح بدخول السيارات إليها ، وقد تم إضاءتها بواسطة وحدات إضاءة خاصة مثبتة على مائة وواحد وخمسين عمودًا مكسوًا بالجرانيت والحجر الصناعي ، ويحيط بها سور من جميع الجوانب يبلغ طوله حوالي 2270مترًا .
الخصائص المعمارية والإنشائية للتوسعة :
يبلغ ارتفاع الطابق الأرضي للتوسعة ( 12.55) م والقبو (البدروم) المعد للخدمات (4)م ، ويبلغ عدد الأعمدة بالطابق الأرضي (2028) عمودًا مكسوة بالرخام وبها تيجان نحاسية تحتوي على سماعات الصوت ، ولكل عمود قاعدة رخامية بها فتحات تكييف نحاسية ، وتتباعد هذه الأعمدة عن بعضها بمسافة (6)م أو (18)م لتشكل أروقة وأفنية داخلية متناسقة ، توحي بالانسجام ، وتوفر منظرًا جماليًا مهيبًا مستوحى من روح العمارة الإسلامية العريقة المتميزة .


الحجر الصناعي والبوائك والعقود :
تتكون الأحجار الصناعية المستخدمة في مشروع توسعة خادم الحرمين مـن حجارة طبيعية متعددة الألوان , يتم تأمين معظمها من داخل المملكة , وصناعة هذا الحجر لا تتم بطريقة عشوائية , وإنما بناء على خطة احتياج فعلية , تشمل المكان والمقاس والزخرفة والشكل العام المتناسق مع التصميم المطلوب .
وقد تم تركيب نموذج بالمقياس الحقيقي لاثنتين من ثـلاث وحـدات متكاملة من بواكي المسجد النبوي الشريف , بمصنع الأحجار الصناعية بآبار علي على طريق جدة القديم ، تمثل نموذجًا لشكل ونوع التكسية التي ستنفذ في المشروع ، وتم إجراء مجموعة من التجارب , وتم اعتماد وتقرير الألوان والأشكال المناسبة ، كما تم حصر الأحجار اللازمة للمشروع والتي بلغت حوالي نصف مليون حجر تقريبًا , وقد قسمت إلى سبعة عشر عنصرًا رئيسيًا مختلفا كل منها يمثل جزءًا رئيسيًا في العمل .
تكسـية الرخام :
كسي كامل جدار المسجد الداخلي للتوسعة حتى علو ثلاثة أمـتار بالرخام، وكذلك كسيت الأعمدة والدوائر برخام مستدير , وكسيت قواعدها برخام مزخرف بأشكال هندسية جميلة .
القباب المتحركة :
زود مبنى التوسعة بسبع وعشرين قبة متحركة يبلغ قطر كل واحدة منهـا (18) م بزنة (80) طنًّا تغطي مساحة (323) م 2 ، وتتوفر لها خاصية الانزلاق على مسارات حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة ، ويتم فتحها وغلقها بطريقة التحكم عن بعد ويستفاد منها في توفير التهوية الطبيعية في الأحوال الجوية المناسبة .
وبناء على التوجيهات السامية الكريمة وضع تصميم القباب بشكل يتوافق مع أحدث طرق الإنشاء وأفضل أساليب العمارة ؛ ليمنح مبنى التوسعة الجديد منظرًا جماليًّا خلابًّا ، ويحقق التناسق والانسجام مع مبنى المسجد القديم ، كما هيئ السطح بطريقة تمكن من بناء دور ثان فوق التوسعة إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك مستقبلاً.
المداخل والسلالم والمآذن بالتوسعة :
اشتملت التوسعة على سبعة مداخل رئيسة بالجهات الشمالية والشرقية والغربية ، ويحتوي كل مدخل رئيسي على خمسة أبواب متجاورة بالإضافة إلى بوابتين جانبيتين ، ويوجد أيضًا مدخلان رئيسان بالجهة الجنوبية للتوسعة ، يحتوي كل مدخل منها على ثلاثة أبواب متجاورة . وإضافة إلى ما ذكرنا توجد عشرة أبواب جانبية واثنتا عشرة بوابة للسلالم المتحركة التي تؤدي إلى سطح التوسعة ، علمًا بأن مجموع الأبواب الخشبية الخارجية للتوسعة (142) بابًا منها (65) بابًا كبيرًا ، كما يوجد ثمانية عشر سلمًا وستة مبانٍ للسلالم المتحركـة تحتوي عـلى ( 24) سلمًا .
وفي وسط الناحية الشمالية للتوسعة يوجد مدخل «الملك فهد بن عبد العزيز» وهو المدخل الرئيسي للتوسعة ، ويعلو هذا المدخل سبع قباب ، وعلى كل جانب من جانبيه مئذنة بارتفاع حوالي (105) م ، ويبلغ مجموع المآذن بالمسجد النبوي بما فيه التوسعة عشر مآذن ؛ ست منها جديدة ، ارتفـاع الواحدة منها حوالي (105) م ، بزيادة حوالي (33) م عن ارتفاع المآذن الموجودة بالتوسعة السعودية الأولى ، وتتوزع المآذن على الأركان الأربعة للتوسعة ، مع وجود مئذنتين على جانبي المدخل الرئيسي .
النقش والزخرفة بالمسجد النبوي :
صممت الزخارف والنقوشات بالتوسعة بشكل يؤدي إلى التناسق والانسجام مع نظيرتها بالتوسعة السعودية الأولى وإظهار الجانب الجمالي المستوحى من الفن المعماري الإسلامي ، وقد استعملت النقوش والزخارف على نطاق واسع في الكرانيش المعمولة لتجميل الحوائط والكمرات ، والكينارات ، والمآذن والخشب المصنوع على شكل مشربيات، والشبابيك ، والأبواب الخشبية، والنحاسيات كالدرابزينات ، وتيجان الأعمدة ، والثريات المطلية بالذهب ، والرخام الذي كسيت به الجدران الداخلية للتوسعة حتى علو ثلاثة أمتار ، والأعمدة الدائرية المكسوة بالرخام المستدير مع قواعدها .
الإنارة بالمسجد النبوي الشريف :
يوجد نوعان من القناديل بالمسجد النبوي الشريف :
النوع الأول : قناديل مدلاة بين سواري المسجد النبوي ، نقش زجاجها بنقوش جميلة باللون الأزرق ، وكتب على كل قنديل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، وعدد هذه القناديل ثلاثمائة وسبعة عشر (317 ) قنديلاً
النوع الثاني : قناديل مستطيلة مثبتة في قضبان الحديد ، وقد نقش زجاج هذه القناديل بنقوش جميلة ، ولونت باللون الأزرق ، وكتب على كل قنديل ما بين النقوش التي تملأ الزجاجة عبارة ( الله اكبر)، وعـدد هذه القناديل ثلاثمائة وواحد وستون (361) قنديلاً .
أما الثريات فعددها مائة وتسع (109) ثريات منتشرة في أرجاء المبنى العثماني ، منها واحدة ضخمة جدًّا معلقة بالقبة التي تقع بين البناء المحيط بالقبر الشريف وبين مكان الصفة المعروف الآن بدكة الأغوات ، وفي أسفلها يوجد قنديل ضخم يحيط به إطار من المعدن المذهب به عشرون ( 20 ) قنديلاً ، ويتفرع من الدائرة المذهبة التي تلف القناديل العشرين عشرة فروع ، يخرج من كل فرع منها قنديلان يتدليان من أنابيب من المعدن المذهب ، وفوق هذه الفروع دائرة أخرى ، يخرج منها عشرة فروع ، يحمل كل فرع منها قنديلاً ، وبذلك يصبح عدد قناديل هذه الثرية واحدًا وخمسين ( 51 ) قنديلاً .
وهناك ثريات ثلاث دون هذه في الضخامة ، وهذه الثريات الثلاث توجد واحدة منها أمام الحجرة الشريفة ، والثانية بالروضة أمام المحراب الذي كان يصلي فيه الرسول? ، والثالثة معلقة بالقبة الكبيرة التي بين الروضة والمحراب الذي يصلي فيه الإمام اليوم . وأما باقي الثريات فكل واحدة منها يوجد في أسفلها قنديل مستدير يحيط به طوق من المعدن المذكور ، ويتفرع من هذا الطوق ثمانية فروع يتدلى من كل فرع قنديل ، وبذلك تضم كل واحدة من الثريات تسعة قناديل .
وزجاج قناديل الثريات منقوش بنقوش جميلة يغلب عليها اللون الأزرق مكتوب على كل قنديل عبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وكذلك مكتوب على الأطراف المحيطة بالقناديل العبارة نفسها بالخط النافر .
وقد كسيت رؤوس الأعمدة بإطارات من المعدن المذهب ، ولفت القضبان كذلك بصفائح من المعدن المذهب ، وذلك لكي يتناسق شكل الثريات والقناديل الجديدة مع الحوامل التي تتعلق بها ، وقد أضيئت الثريات والقناديل بالضوء الأبيض الناصع المعروف بالنيون ، وأصبح المسجد النبوي الآن وكأنه بعد أن أضيء لؤلؤة مبطنة بصفائح الذهب .
وبالجملة ففي توسعة خادم الحرمين الشــريفين هناك (68) ثريا كبيرة ، و(111) ثريا صغيرة، وكلها مصنوعة من النحاس والكريستال ، وكذلك حوالي (20450) وحدة إنارة .
بدروم المسجد النبوي الشريف :
تضمنت أعمال توسعة خادم الحرمين إنشاء دور سفلي (بدروم) بمساحة الدور الأرضي لمبنى توسعة خادم الحرمين (82000) م 2 بارتفاع (4.1) ويحتوي على (2554) عمود بقطر (72 ) سم ، وكسيت كامل أرضية البدروم بالسيراميك المغطى بمادة (إيبوكس) ، بينما كسيت الأعمدة والجدران بالسيراميك بارتفاع (2.35) م فقط مع دهان الجزء العلوي منها والسقف بدهان بلاستيك.
وصمم البدروم خصيصًا ليستوعب التجهيزات المختلفة من أعمال التكييف والتهوية وشبكات المياه والصرف الصحي وشبكة الإنذار وإطفاء الحريق وشبكة مياه الشرب المبردة وشبكة توزيع الضغط العالي والإضاءة وأجهزة التحكم في القباب المنزلقة وأنظمة الهاتف والصوت والدوائر التلفزيونية المغلقة ومحطتين لتبريد مياه الشرب ، إلى غير ذلك من الأعمال . وأنشيء لهذا الدور ـ البدروم ـ ثمانية مداخل .
السلالم الكهربائية بتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله :
زُوّد الدور الأرضي بتوسعة خادم الحرمين –رحمه الله- بمجموعة من السلالم الكهربائية المتحركة ؛ لنقل المصلين إلى سطح التوسعة ، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المسجد النبوي الشريف ، وعددها ست وحدات سلالم ،كل وحدة تشمل عدة سلالم ، وهي موزعة على كامل التوسعة ، بحيث يوجد سلم في كل ركن من أركان التوسعة الأربعة ، بالإضافة إلى سلم في منتصف الجانب الشرقي ، وآخر في منتصف الجانب الغربي للتوسعة ، وهذا إضافة إلى السلالم العادية والتي تبلغ ثمانية عشر سلمًا .
سطح المسجد النبوي الشريف :
يستخدم سطح توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي للصلاة عند الحاجة إليه، ويبلغ مساحته (67000) م 2 ، منها (8750 ) م 2 مساحة الأفنية المغطاة بالقباب، والباقي (58250) م 2 مهيأة للصلاة ، وتستوعب (90000) مصل ، وقد غطيت أرضية هذه المساحة بالرخام اليوناني الأبيض .
وتجدر الإشارة إلى أن هناك رواقًا مسقوفًا على سطـح التوسعة بمساحة قدرهــا (11000) م 2 وبارتفاع ( 5 ) م ويمتد هذا الرواق على طول الجانب الشمالي والشرقي والجنوبي والغربي للتوسعة ، وحول الأفنية الداخلية للمسجد والتي صارت في وسط التوسعة الثانية ، وقد أنشئ السقف والجدار الخارجي لهذا الرواق من الأحجار الصناعية المزخرفة لتتناسق مع بقية أجزاء التوسعة .
وقد روعي إمكانية بناء دور ثان فوق سطح توسعة خادم الحرمين الشريفين إذا دعت الضرورة إلى ذلك مستقبلا .

المظلات :
لقد أقيم في مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف لخادم الحرمين الشريفين (12) مظلة ضخمة بارتفاع سقف التوسعة نفسه ، يتم فتحها وغلقها آليًّا لحمــاية المصلين من وهج الشمس ، أو الاستفادة من الجو الطبيعي حينما يعتدل المناخ ، وهذه المظلات مصنوعة من نسيج أبيض خاص يتحمل كل العوامل الطبيعية التي تتسم بها المدينة المنورة ، وتحمل هذه المظلات أعمدة حديدية مكسوة بالرخام الأبيض ، وفي هذه الأعمدة فتحات تبث الهواء البارد ؛ لتلطيف الجو في الصيف ، وقد تُوِّجت هذه الأعمدة بتيجان من البرونز الأصفر المنقوش بالتفريغ ، وبداخلها لمبات للإضاءة ، وهي مبطنة بالزجاج .
المآذن في التوسعة الكبرى :
كذلك تم إضافة ست مآذن جديدة ، ارتفاع كل منها حوالي (104 م ) أي بزيادة ( 32 م ) عن ارتفاع المآذن في التوسعة السعودية الأولى .
وقد روعي في تصميم مبنى التوسعة أن تحدد أركان مبنى التوسعة مآذن جديدة تتفق وتتلاءم مع الرونق العام للمبنى ، وقد صممت من هذه المآذن اثنتان على بوابة الملك فهد .
وقد بنيت هذه المنارات وفق أحدث النظم الهندسية ، فقد غرس في أرضية كل منارة ما بين ( 16 ـ 25 ) وتدًا من الأسمنت المسلح ، ثم يبدأ البناء الخارجي للمنارة ويتكون هذا الشكل من خمسة أجزاء مختلفة ، الأول مربع الشكل ، والثاني مثمن الشكل ؛ والثالث والرابع أسطواني الشكل ؛ والجزء الخامس وهو الأخير بيضاوي الشكل ينتهي بهلال برونزي ارتفاعه (12) مترًا منــه ( 6.7 م ) ارتفاع الهلال وحده ، ويزن الهلال أربع أطنان ، وهو من النحاس المغطى بقشرة من الذهب عيار ( 24 ) قيراطاً .


الأعمال الميكانيكية بالمسجد النبوي :
تشتمل الأعمال الميكانيكية على تمديدات المواسير لنوافير الشـرب المبردة ومواسير صرف مياه الأمطار والصـرف الصحي ، ونظام مكافحة الحريق ، بالإضافة إلى مضخات المياه ، ومواسير التهوية ، وقد صممت لتحافظ على الناحية الجمالية والمعمارية للمسجد ، بحيث تم إدخال فتحات خاصة ضمن تصميم قواعد الأعمدة مغطاة بالنحاس لدفع الهواء البارد إلى المبنى من خلالها .
ويبلغ عدد وحدات التهوية (143) وحدة مركبة بالقبو (البدروم) عبر مجاري معزولة حراريًّا ، ويصل الماء المثلج لهذه الوحدات من مبنى محطة التكييف المركزية عبر نفق الخدمات ،كما يتم تكييف المكاتب وغرف المعـدات بأكثر من (117) وحدة تكييف متنوعة.
إن أجهزة تكييف الهواء بالمسجد النبوي تعد من أكبر أعمال التكييف في العالم ، وأما عن كيفية التكييف ، فتتم كما يلي :
يمر الماء البارد داخل مواسير التبريد عبر نفق للخدمات بطول حوالي سبعة كيلو مترات ليصل ما بين المحطـة المركزية للخدمات التي توجد بها أجهزة التبريد ومعدات ومولدات الكهرباء وبين دور التسوية بالتوسعة ليزود المسجد النبوي بالهواء البارد ويعاد تدويره مرة أخرى إلى المحطة ليبرد ويرجع من جديد ، كما شمل التكييف أيضًا المسجد القديم ، وتم ذلك وفق أسس معمارية وهندسية تحول دون إجراء أي تعديلات في المبنى القائم أو المساس به والمحافظة على شكله، وذلك عن طريق دفع الهواء البارد من خلال فتحات النوافذ الموجودة في الجدار القبلي للمسجد .
وتحيط بالمشروع عبّارات صندوقية من الخرسانة المسلحة مزدوجة ومفردة تضم كافــة خدمات مبنى التوسعة التحتية من تغذية المياه ، وتصريفها، وتغذيتها بالكهرباء ، وخطوط الهاتف ، كما تضمن المبنى شبكـة متكاملـة لتوزيـع المياه والصرف الصحي ونظامًا لتصريف مياه الأمطار والسيول .
وإضافة إلى ما ذكر يشتمل المبنى على نظام خاص للتهوية قادر على التحكم في نسبة تلوث الهواء وإبقائها ضمن الحدود المقبولة ، إضافة إلى نظام آخر متكامل للأمان ، والإنذار ، والوقاية من الحرائق ، صمم على مستوى عال لمقاومة الدخان والنيران عن طريق رشاشات المياه الأتوماتيكية المزودة بالمياه من محطة ضخ خاصة .
المحطة المركزية لتبريد المياه بالمسجد النبوي :
إن محطة التكييف تم إنشاؤها على موقـع مساحته حوالي (70000 ) م 2 بأبعاد (350×200) م ؛ وذلك لتأمين تكييف هواء المسجد النبوي الشريف ، وقد روعي أن يكون موقعها هذا خارج منطقة الحرم النبوي لإبعاد الضوضاء عن المسجد ، وتخفيض التكلفة المرتفعة لنزع الملكيات حول الحرم النبوي ، ولسهولة إجراء عمليات الصيانة والتشغيل في الموقع .
تقع هذه المحطة على بعد حوالي سبعة كيلومترات غرب المسجد النبوي الشريف ، وتتكون من عدة مبان منها مبنى معدات التكييف ، ومبنى المكثفات ، ومبنى إنتاج الطاقة الكهربائية للطوارئ ، وتبلغ المساحــة الإجمالية للمباني حوالي (11000 ) م 2 بها حوالي (15000 ) م 2 من الخرسانة المسلحة ، كما تشتمل هذه المحطة على أنظمة لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والري ومكافحة الحريق وكذلك نظام مراقبة وتحكم ، إضافة إلى تجهيز الموقع وتسويره وشق شوارع داخلية به وتزيينه بحدائق .
أما معدات التبريد المستخدمة في هذه المحطة فهي ست ماكينات ، يتم تشغيل خمسـة منها ، وتبقى واحدة احتياطية ، وتبلغ طاقة التبريد لكل ماكينة (3400) طنًّا ، إضافة إلى ماكينتي تبريد صغيرتين خارج المبنى بقدرة (240) طنًّا لكل ماكينة مع ستة مكثفات ، كما تشتمل محطة التكييف على سبع مضخات لدفع الماء المبرد باتجاه المسجد ، قوة كل منها (3400) جالون في الدقيقة بمحرك قدرته (450) حصانًا .
ويضم مبنى محطة الخدمات مبنى خاصًّا بماكينات توليد الطاقة الكهربائية به ستة مولدات لإنتاج الطاقة الكهربائية ، خمسة منها لتوسعة المسجد النبوي الشريف ، وواحدة لمشروع مواقف السيارات طاقة كل منها (2.5) ميجاوات .
ويتم تشغيل أربع ماكينات منها للمسجد بطاقة إجمالية قدرها (10) ميجاوات ، حيث تبقى الخامسة احتياطية ، وقد تم إضافة ماكينتين أخريين لإنتاج الكهرباء لتوسعة الحرم النبوي قوة كل منها (2.5) ميجاوات .
ويتم التحكم والسيطرة في جميع الأنظمة الميكا