بوابة الحرمين الشريفين

الحج
الاهتمام بالمشاعر شغل المملكة الشاغل

الاهتمام بالمشاعر شغل المملكة الشاغل
{الحج عرفة} كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أجمعت المذاهب كلها على أن الوقوف بعرفة ركن، بل هو الركن الأعظم بين أركانه الأخرى( ) ويوم عرفة أعظم أيام الله وأفضلها، وهو سيدها، وليس هناك يوم يدانيه في الفضل، والمزايا والمكارم، ففيه نزلت الآية الكريمة ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)) [المائدة:3]، ومن تمام فضل هذا اليوم والمكان شمول مغفرة الله لأهل عرفة، وأهل المشعر الحرام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {معشر الناس أتاني جبريل عليه السلام آنفاً، فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: يا رسول الله هذا لنا خاصة، قال عليه الصلاة والسلام: هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة}.
وعرفة بالإفراد، أو عرفات بصيغة الجمع الميدان الفسيح الذي ينزله الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة بقصد أداء فريضة الحج، وموقف النسك، وعرفة كلها موقف كما جاء في الحديث الشريف، وميدان عرفة على شكل قوس بسبب الجبال التي في الشرق والشمال والجنوب، فما كان منها ملاصقاً عرفة فهو منها، أما من جهة الغرب فوادي عرنة، وهو ليس من عرفة، ومسجد نمرة قسمه الشمالي في عرفات، وقسمه الجنوبي في عرنة، وعرفة كلها حل، لأنها تقع خارج حدود الحرم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة}، وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها خطبته المشهورة التي وضع فيها القواعد التشريعية في حجة الوداع.
المشعر الحرام:
قال الله تبارك وتعالى: ((فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)) [البقرة:198]، وهو المزدلفة، وسمي كذلك لأنه معلم للعبادة وموضع، وحد المزدلفة وأنت قادم إليها من عرفات يبدأ بعد المأزمين، وهما جبلان متقابلان بينهما طريق ضيق، فإذا خرجت منه وجدت فضاء رحيباً، وهو ما يسمى: المزدلفة، وجمعاً والمشعر الحرام، ونهاية الحد وادي محسر، والطول من مفضى المأزمين، وأنت مفيض من عرفات إلى مزدلفة - إلى محسر حوالي أربعة كيلو مترات وبضع مئات من الأمتار، ومزدلفة أيضاً كلها موقف، كما قال عليه الصلاة والسلام، ومنها تجمع الحصيات التي ترمى بها الجمرات وهي سنة، إذ أن في الأمر سعة، ليأخذ الحاج حصياته من أي مكان تيسر له.
منى:
ومنى الآن أصبحت جزءاً من مكة المكرمة تحيط بها أحياؤها من ناحيتين، وبعض الأهلين يسكن في منى طوال أيام العام، ولكن لمنى حدوداً معروفة، فهي واد محصور تقع على جانبيه من الشرق والغرب جبال، ويحده من ناحية الجنوب، أي من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة التي هي من منى، وهي التي بايع عندها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، والحد من ناحية الشمال وادي محسر، وفي منى يقضي الحجاج يوم النحر (العيد الكبير) وأيام التشريق وهي ثلاثة، ويرمون الجمار الثلاثة كذلك، ويبدؤونها بجمرة العقبة.
مواقيت الحج والعمرة:
(والميقات قسمان: زمني، ومكاني، فالزمني هو الوقت الذي لا يصح أي عمل من أعمال الحج إلا فيه، وقال الله تبارك وتعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)) [البقرة:197]، وهن شوال وذو القعدة وذو الحجة، ومن أحرم بالحج قبل شوال فعمله غير صحيح، واعتبر بعمرة، ولا يجزئه عن إحرام الحج، وذهب بعض الأئمة إلى جواز الإحرام بالحج قبل ميقاته الزمني( )).
والمواقيت المكانية خمسة، حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لمن أراد الحج والعمرة تجاوز الميقات، وهي:
الأول: ذو الحليفة، وهي تسمى الآن آبار علي ويبعد عن المدينة المنورة حوالي أحد عشر كيلومتراً.
الثاني: الجحفة: وهو ميقات أهل الشام، ويقع على بعد 187كيلو متراً من مكة المكرمة، وهو غير معروف الآن لحجاج الشام، إذ يحرمون من رابغ، وهي مدينة تسبق الجحفة.
الثالث: قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد، ويعرف الآن بالسيل الكبير، وبينه وبين مكة المكرمة (94) كيلو متراً.
الرابع: ذات عرق، ميقات العراق، ويبعد عن مكة المكرمة (94) كيلو متراً( )
الخامس: يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، ويقع جنوب مكة المكرمة، وبينهما (54) كيلو متراً.
الركن الخامس والاستطاعة:
والحج هو الركن الخامس في الإسلام، وهو الركن الوحيد من أركان الإسلام العظيم الذي اشترطت فيه الاستطاعة، بقول الحق تعالى: ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)) [آل عمران:97]، (والحج الإسلامي بكل مناسكه مصدره الرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: {خذوا عني مناسككم}، والمسلمون مأمورون أن يأخذوا مناسك الحج منه فحج هو نفسه في السنة العاشرة من لهجرة ومعه من المسلمين أكثر من مائة ألف ليريهم هذه المناسك، ويشهدوه وهو يؤديها( )
وكثير من المسلمين اليوم سقطت عنهم فريضة الحج لعدم الاستطاعة، سواء كانت هذه الاستطاعة مادية، أو جسدية، أو لأنهم أدوها أكثر من مرة، فظروف الحج الآن اختلفت كثيراً عن ذي قبل، إذ أصبح يقف على عرفات أكثر من مليوني حاج، يحتاجون إلى خدمات معقدة تتطلب جهوداً خارقة لتأمين أمنهم وسلامتهم وتنقلاتهم ومعيشتهم، في فترة زمنية محددة، وأماكن
محدودة بدءاً من عرفات، ثم المشعر الحرام (المزدلفة)، ثم منى، وهي كلها مساحة، أو زمن محدد لا يتجاوز الخمسة أيام، هي يوم الوقفة على عرفات (9 ذو الحجة) ويوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، وثلاثة أيام، هي أيام التشريق (11 و 12 و 13 من ذي الحجة)، أي أن هذا الكم الهائل من البشر يتحركون في وقت واحد على هذا الصعيد الضيق، والمحدد المساحة شرعياً، أي من الصعب توسعته، أو الإضافة إلى مساحته( )، إلا بنحت الجبال الداخلية في الحدود الشرعية.
تصاعد أعداد الحجاج:
ووصل عدد الحجاج الآن إلى أكثر من مليوني حاج يقفون على صعيد عرفات في يوم واحد، رغم تحديد عدد الحجاج( )، ومع ذلك فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد عملت على تنفيذ الكثير من البرامج والمشاريع التي كلفت بلايين من الريالات في منطقة المشاعر المقدسة، وهي لا تستخدم في العام الواحد سوى خمسة أيام، وهذا بالتأكيد يستدعي صيانة دائمة لمقاومة عوامل الطبيعة في منطقة صحراوية شديدة الحرارة، وتستهلك سنوياً ملايين الريالات دون عائد اقتصادي أو استثماري، وتدفعها الحكومة من ميزانيتها العامة، وكل هذا خدمة لهذه الجموع من المسلمين التي تأت من كل فج عميق إلى الأراضي المقدسة.
وخلال تسعة وستين عاماً استقبلت المملكة (26.386.620) حاجاً من خارج المملكة لأداء مناسك الحج، أي أن هذه الإحصائية لا تشمل أعداد المعتمرين الذين يصلون من خارج المملكة على مدار العام لأداء مناسك العمرة، ففي عام 1345هـ قاد الملك عبد العزيز رحمه الله الحجيج إلى صعيد عرفات، وكان عددهم (90662) حاجاً من الخارج، وتقريباً مثلهم من الداخل، وفي عام 1414هـ قاد نجله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الحجيج وكان عددهم (995.611) وأكثر منهم من المواطنين والمقيمين بالداخل بما يزيد على مليوني حاج وقفوا على عرفات، وبين هذين الرقمين سنين، شهدت المملكة خلالها نهضة جبارة بدأها المؤسس، وأهم ما تحقق فيها الأمن والاستقرار منذ اللحظة الأولى( ) ومع توفر الأمن والاستقرار بدأت أعداد الحجاج تتدفق على المملكة رغم صعوبة المواصلات حينذاك.
حرص المملكة على راحة الحجيج:
ليس ثمة شك في أنه بعد عام 1343هـ حدثت نقلة كبرى في الحج والحجيج، فقد عقدت الراية للإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حيث تغير وجه الجزيرة العربية، ومن الله على هذه البلاد بالأمن والاستقرار، وجاء من لا يألون جهداً في سبيل راحة الحجاج، وتسهيل أمورهم من عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله، الذي وهب نفسه لخدمة المقدسات والسهر على راحة حجاج بيت الله الحرام، ويشرف شخصياً على ما يتعلق بشؤونهم، ويرعاهم الرعاية التامة( )، ويسعى بكل جهد ممكن لتطوير الإمكانات التي تستقبل ضيوف الرحمن، ويجند كل إمكانات بلاده من أجل هذا الغرض، رغم الصعوبات التي تكتنف هذه المهام، بأسباب خارجة عن إرادة المملكة، وذكرنا بعضها فيما سبق( )، ويضاف إليها أعداد الحجاج بجنسياتهم المختلفة، ولغاتهم المتعددة، وتباين ثقافتهم، وظروفهم الاجتماعية، والصحية والمادية الخ، وهي كلها مشاق لا يشعر بها إلا من يكابدها ومع ذلك فإن خادم الحرمين الشريفين يوصي كل المسئولين في كل قطاعات الدولة الرسمية، والمواطنين لكي يوفروا لوفود بيت الله الحرام أكبر قدر من الخدمات، ويتابع كل التفصيلات لكي يطمئن على سير الأمور بالشكل الذي يرضي الله أولاً وأخيراً.
ملامح من المشاريع:
ولعل الذي يعرف جغرافية وتضاريس المشاعر المقدسة يعي جيداً المشاق التي تصادف خطط التطوير، كما أن الذي حج قبل عشرين سنة ثم كتب الله له الحج في السنتين الأخيرتين يعرف حجم المجهود الذي بذلته المملكة من أجل تيسير أداء النسك، فقد بذلت جهود مضنية لشق طرق، وإنشاء جسور وأنفاق لربط المشاعر المقدسة بعضها ببعض وبمكة المكرمة، والبيت العتيق عرفات إلى منى مروراً بالمشعر الحرام تتوفر فيه كل الخدمات الضرورية للذين يرغبون السير على أقدامهم، بل ونفذ مشروع لتبريد الصفحات كل ما أقيم من مشاريع في هذه المشاعر تطال كل أنواع الخدمات التي يحتاجها إنسان العصر في حياته، وأثناء أدائه لمناسك الحج، لكننا سنحاول تقديم بعض الملامح من هذه المشاريع:
1- عرفة:
وهي ميدان فسيح لا يجوز فيه إنشاء مساكن، كما أن الذين يقفون فيه لا يلبسون المخيط، وإنما الإحرام الذي يتساوي فيه الجميع الغني والفقير، وتستخدم الخيام لاتقاء حر الشمس، والوقوف فيها ساعات، وحتى لو بعض ساعة، وفيها يدعو المسلمون ما شاءوا، ويرفعون أصواتهم بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، استجابة لنداء الخليل إبراهيم عليه السلام، ولهذا فإن جل ما أقيم في عرفات يعتمد أساساً على شبكة طرق حديثة، ومواقف سيارات، وخدمات أمن وسلامة تغطي احتياج مليوني حاج، وكل ما يحتاج هذا العدد من الحجاج من خدمات متنوعة مؤقتة بساعات اليوم من الشروق إلى الزوال، فقد قامت وزارة المواصلات بتنفيذ شبكة طرقة طولية وعرضية ومواقف جانبية للسيارات، وقد ساعدت هذه على زيادة رقعة عرفات في حدودها الشرعية ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، كما تمت إنارتها بأبراج كهربائية أدت إلى تحسين وسائل الأمن والسلامة.
وتربط عرفة بالمشعر الحرام تسعة طرق طولية رئيسة، كل طريق يتكون من ثلاثة مسارات لتسهيل النفرة إلى المزدلفة، ونفذ طريق عرفات الدائري بتكلفة تزيد عن (162) مليون ريال مع إنشاء أربعة جسور، اثنان منها فوق طريق المشاة، والآخران على وادي عرنة، إضافة إلى إنشاء مواقف لحجاج البر بمساحة (240) ألف متر مربع داخل عرفات، ومواقف لحجاج الداخل بمساحة (250) ألف متر مربع، ونفذ طريق يمتد من عرفات إلى الشرائع، كما تم تحسين المواقف القائمة، وتوسعتها، وفصل حركة المشاة عن السيارات بالقرب من الشعر الحرام، وتم تزويد هذه الطرق بالإنارة من أبراج ارتفاعها خمسة أمتار، وذلك بتكلفة تصل إلى مائتي مليون ريال.
وقد أنفق على شبكة الطرق التي ترتبط المشاعر بمكة المكرمة لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من تسعة مليارات من الريالات، مع مبلغ (13.50) مليون ريال سنوياً لصيانتها.
وتيسير لضيوف الرحمن حتى لا يتعرضوا للإجهاد الحراري وضربات الشمس في عرفات، تم تنفيذ مشروع خيري ضخم لتبريد جبل الرحمة والمنطقة المحيطة به، وتعتمد هذه التقنية على تكسير المياه إلى جزئيات صغيرة وبمساعدة الهواء، وتغطي هذه الجزئيات مساحة كبيرة، تتغذى من خزانين للمياه سعتهما (1350)م3، وتنطلق في الهواء بمضخات مياه قوتها (15) حصاناً، مع تمديد
مواسير طولها يتراوح ما بين (20-30) كيلو متراً، مزودة برشاشات مياه تضخ من (120-150) متراً مكعباً من المياه في الساعة يتم رشها في صورة رذاذ من المياه يساعد على امتصاص الحرارة، وتقليل تأثير أشعة الشمس.
مسجد نمرة بعرفات:
واهتمام خادم الرحمين الشريفين بالمساجد اهتمام لا يدانيه اهتمام لأنها بيوت الله، ومن هذه المساجد (نمرة) الذي يقع في عرفات، حيث اتسعت رقته إلى (120) ألف متر مربع، بعد أن كانت مساحته لا تتجاوز (20) ألف متر مربع، وأصبح المسجد روعة في الجمال، الذي يوحي بعظمة الإسلام، والاهتمام الكبير بدور العبادة، ويستوعب المسجد الآن نحو (350) ألف مصل، وله ست مآذن ارتفاع كل منها ستون متراً، وثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسة تحتوي على أربعة وستين باباً، والمسجد مكيف الهواء (663) وحدة تبريد، وبه غرفة للإذاعة الخارجية، وأخرى للتليفزيون ومجهزة لنقل الشعائر على الهواء بالأقمار الصناعة إلى مختلف بلدان العالم، وبالمسجد أيضاً ألف دورة مياه، وخمسة عشر ألف صنبور للوضوء، وخزانان علويان للمياه سعة كل منهما (4500) متر مكعب.
2- المزدلفة:
والمشعر الحرام (المزدلفة) محطة وقوف في نسك الحج قبل الوصول إلى منى، وكما قلنا فإن المبيت فيه سنة، والوقوف فيه واجب، وفي كل الأحوال الإقامة فيه لا تتجاوز سويعات من الليل، ومع ذلك هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين كل الخدمات الضرورية التي توفر أمن وسلامة الحجاج ومعيشتهم، وأهمها كذلك توفير مواقف على جوانب الطرق الطولية، وإنارتها، مع إيجاد ساحات لنزول الحجاج، ومواقع للخدمات، وتتسع المواقف لحوالي (58000) حافلة كبيرة، وبلغت تكاليف هذه المواقف (138) مليون ريال، كما تم إنشاء سبعة مواقف أخرى للسيارات مع توفير جميع الخدمات فيها: أرصفة، وزفلتة، تخطيط. وإنارة، ومساحات لمرافق الخدمات اللازمة لها وذلك بمساحة (54) ألف متر مربع، موقفان منها على الطريق رقم (9) وموقف على الطريق رقم (8) وأربعة مواقف على الطريق رقم (3) بطاقة (1400) حافلة كبيرة، وبتكلفة عشرة ملايين ريال، وتم إنشاء جسر حديدي على الطريق رقم (5) لفصل حركة السيارات عن حركة المشاة بالقرب من المشعر الحرام لمزيد من الانسيابية أثناء النفرة، وقد تكلف هذه الجسر حوالي تسعة ملايين ريال كما شملت المرحلة الثانية لأعمال التحسينات في المزدلفة تنفيذ الأعمال التالية:
1- تنفيذ موقعين جديدين لمواقف حافلات الحجاج:
أ- الموقع الأول يقع على الطريق رقم (2) جنوب غرب مزدلفة، ويتم فيه إنشاء مواقف للحافلات من صفين مختلفي الطول، موازين للمواقف الحالية في هذا الموقع.
ب- الموقع الثاني: يقع غرب جسر الملك فيصل، بين طريق رقم (3) وطريق العزيزية، ويتم فيه إنشاء مواقف للحافلات من( ). صفوف متوازية ومختلفة الطول.
وتشمل أعمال الموقعين تنفيذ القطع الصخري، والردم والتسوية، وطبقات الرصف، والحواجز الخرسانية والبردورات، وتصريف مياه الأمطار، ودهان وإشارات الطرق، وأعمال الإنارة باستعمال الأبراج، وما يلزم لذلك من تجهيزات.
2- إنشاء طريق على امتداد جسر الملك فيصل:
تسهيلاً لحركة مرور حافلات الحجاج بين عرفات والمزدلفة، ولك الاختناقات المرورية في المنطقة يتم إنشاء طريق يربط امتداد جسر الملك فيصل من جهته الجنوبية، مع طريق الطائف، مروراً بالطريق رقم (2)، وذلك بتنفيذ طريق بطول حوالي (2.500)م وعرض (40)م، مع عمل تقاطعات أرضية مع الطريقين، ويشمل العمل تنفيذ القطع الصخري، والردم والتسوية، وطبقات الرصف.
وللمشعر الحرام مسجد تمت صيانته وتوسعته ليستوعب ثمانية آلاف مصل، بمساحة إجمالية (5400) متر مربع، رؤي في بنائه الحفاظ على الطراز الإسلامي القديم بصورة حديثة تضمن الجمع والدمج بين القديم والحديث، وزود المسجد بالمرافق اللازمة من مواقف للسيارات، ودورات للمياه ذات طرق حديثة لتصريف المياه، وبلغت تكاليفه الإجمالية نحو خمسة ملايين ريال.
3- منى:
ومنى هي التي يظل فيها الحجاج أربعة أيام كحد أقصى ((فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)) [البقرة:203]، وهي تستقطب أكبر حجم من مرافق الخدمات وما يتبعها من إمكانات مادية وبشرية، باعتبارها المنطقة التي يقيم فيها الحاج، ويتحرك للجمرات الثلاث كل يوم، غير نزوله إلى مكة المكرمة، للطواف بالبيت العتق وصعوده للمبيت في منى، التي هي محل دراسة دائمة ومستفيضة شاركت فيها الأجهزة المعنية بخدمات الحجاج، إلى جانب المكاتب الفنية والاستشارية، ومركز أبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى والخبراء من مختلف الأماكن، وهي تدرس كل تفصيلات حركات الحجاج، سواء ما كان منها ما يتعلق بالنسك، أو بالحركة اليومية التي يحتاجها، وحركة المواصلات، والقدرة الاستيعابية لمساحة منى المحصورة بين جبال، والتي لها مساحة شرعية لا يمكن تجاوزها، والتي يقيم فيها مليونا حاج، مع ألوف لخدمتهم وحمايتهم، وقد تبلورت هذه الدراسات عن مشروع تطوير منى أصبح لها جهاز حكومي ثابت ومستشارين( )، وقد تم تنفيذ كم هائل من المشاريع، وأنفق عليها بلايين من الريالات، منها:
أ- إنشاء شبكة متكاملة من الطرق والجسور والأنفاق، وطرق المشاة وتظليلها بطول (67) كيلو متراً للطرق الرئيسة فقط، و(17) كيلو متراً للأنفاق، بلغ عددها (25) نفقاً، كما بلغ عدد الجسور (41) تربط وتقاطع الطرق الرئيسة بالفرعية، وهي تربط منى بالمشاعر، وبمكة المكرمة لتسهيل حركة السير منها، وإليها وبأعداد ضخمة على مدار اليوم، وقد كلفت هذه الشبكة (3242) مليون ريال.
لا تستخدم سوى أسبوع على الأكثر، وتظل طوال العام خالية من الحركة، تحت الرعاية والصيانة والتطوير للاحتفاظ بكفاءتها، وزيادة فعاليتها.
ب- تم تنفيذ منشآت سكنية في منى، (لأنها الوحيدة التي يجوز فيها البناء للسكنى، مع الخيام)، ولضيق مساحة منى، ولأنها تقع بين جبال، فقد تمت تسوية وتمهيد الكثير منها لتوسيع رقعة استيعابها، حتى أصبحت المساحة السكنية أكثر من (4.5) مليون متر، بعدما كانت (1.5) مليون، ويتم زيادة هذه المساحة كل عام بمعدل (700) ألف متر توقعاً للمزيد من الحجاج، وتتم هذه الزيادات بالتمهيد، أو تنظيف الجبال من الصخور المفككة، وتثبيتها بالرشة الخرسانية.
جـ- هناك مشاريع خدمات تم تنفيذها، مثل الإنارة، ومجمع المراقبة الرئيسة، وفيه مركز التحكم الآلي والمراقبة التلفزيونية لمراقبة شبكات الطرق والجسور والأنفاق، كما تم توسعة جسر الجمرات( ) بإعادة صياغة الجسر بعد دراسات مستفيضة، وأهم أعمال
التحسين للجسر والمنطقة المحيطة به والتي تم تنفيذها خلال عام 1415هـ:
1- هدم وإزالة المنحدر السابق الشرقي جهة منى وإنشاء منحدر جديد للصعود بعرض (45) متراً بعد تعديل المسار وجعل المنحدر مواجهاً لطريق المشاة القادم من منى والجمرة الصغرى.
2- إزالة المنحدرين الجانبيين المؤديين للجمرة الصغرى من الشمال والجنوب.
3- استبدال الجزء المعدني من بلاطة الجسر بأجزاء خرسانة يتناسب منسوبها مع أجزاء الجس المحيطة بها.
4- عمل منحدرين بعرض (15) متراً لكل منهما للنزول من الجسر ما بين الجمرة الكبرى والجمرة الوسطى، مع زيادة منطقة اتصال الجسر بالمنحدرين.
5- توسعة منحدر النزول الغربي باتجاه الحرم من (20)م إلى (40)م، وتحسين منطقة اتصال هذا المنحدر بطريق المشاة بإزالة التظليل بطول (60)م وإزالة العوائق الأرضية.
6- إنشاء (5) مبان لمراكز الخدمات والطوارئ.. موزعة على طول الجسر، تحتوي على المصاعد والسلالم اللازمة لتوفير خدمات الإسعاف الأولى في حالات الطوارئ.
7- إنشاء برج للمراقبة، وذلك ببناء (3) أدوار إضافية على جزء من مساحة سطح مركز الخدمات الواقع شمال الجمرة الوسطى.
8- إنشاء (4) مراكز أمنية موزعة عند مداخل المنحدرات الرئيسية والفرعية.
9- تنفيذ نظام إشارات عادية ومعلقة لإرشاد الحجاج، مع إنارتها.
10- تركيب وسادات هوائية لتوجيه حركة المشاة بالقرب من الجمرة الكبرى أعلى الجسر.
11- تنفيذ نظام لتبريد المياه، حيث تم تركيب (150) صنبور مياه مبردة ما بين الجمرة الصغرى والكبرى أعلى الجسر، وعمل نظام تصريف لها.
12- تحسين وتجديد نظام الإنارة، وذلك بمضاعفة عدد وحدات الإنارة وتغييرها إلى اللون الأبيض بدلاً عن الأصفر، وإعادة توزيع الوحدات القديمة.
13- تحسين وزيادة فاعلية نظام التهوية أسفل الجسر، بزيادة مراوح السقف لجميع مواقع الجسر، وتركيب عدد (18) مروحة نفاثة موزعة بعدد (6) مراوح عند كل جمرة.
14- تحسين وتنظيم المنطقة حول الجسر، وذلك بتمهيد وسفلته جميع المساحات المحيطة به وفصل حركة السيارات عن حركة المشاة، بتركيب حواجز خرسانية متباعدة تمنع دخول السيارات وتسمح بعبور المشاة.
15- إيصال الخدمات للجسر وذلك بتنفيذ نظام تغذية مياه، وصرف صحي، وهاتف، وكهرباء، وتصريف مياه سطحية، للمباني ومراكز الأمن والساحات المحيطة بالجسر.
16- تركيب نظام مراقبة تلفزيونية أسفل وأعلى الجسر وربطه مع مبنى الأمن العام بمنى.
17- تنفيذ سلم حديدي للطوارئ في الجهة الشمالية أمام الجمرة الصغرى.
18- تنفيذ الطريق شمالي الجسر من شارع سوق العرب إلى شارع مجر الكبش بعرض (20)م يحتوي على (6) مسارات.
19- تسوية وتمهيد الساحات التي نتجت عن الهدميات الإضافية بالجهتين الشمالية والجنوبية للجسر.
20- تنفيذ درج بطول حوالي (80)م بالجهة الجنوبية من الجسر، يصل بين شارع الملك فيصل وساحة الجسر الجنوبية.
21- تسوير التلة الجبلية الواقعة جنوب الجسر، وذلك بسياج حديدي على طول محيطها.
د- تم إنشاء خزانات مياه بلغت السعة الإجمالية حوالي مليوني متر مكعب، وعددها ثمانية عشر خزاناً، وهي مياه توفرت لها كل الوسائل التي تحافظ على نظافتها، وبلغت تكاليفها نحو (466) مليون ريال.
هـ دورات مياه عامة، عددها (14200) بتكلفة إجمالية تزيد عن (104) ملايين ريال، وتم إنشاء شبكة صرف صحي بأقطار مختلفة، هذه غير دورات المياه في المساكن، وفي الخيام.
و- أنشئت مجزرة نموذجية بالمعيصم بتكلفة إجمالية قدرها (150) مليون ريال، حتى يمكن الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي وتبريدها، وتوزيعها بعد الحج مباشرة على العالم الإسلامي، تزيد طاقتها عن (500) ألف ذبيحة، غير الجمال والبقر التي لها مجزرة نموذجية آلية، طاقتها عشرة آلاف جمل وبقرة في اليوم.
ز- لازالت الدراسات، ومحاولات التطوير المستمر للخدمات مستمرة، تشمل الطرق، ورمي الجمار، ومجزرة آلية أخرى، ودورات مياه، وإنشاء شبكة صرف صحي، وتهذيب ميول ربوة منى لزيادة الرقعة القابلة لنصب الخيام، وتهذيب الجبل المتعارض مع شارع الملك فهد، وصيانة وحماية الطبقات الإسفلتية.
مسجد الخيف والمبرة:
وهو أحد أهم المساجد في منطقة المشاعر، وقد بني على الطراز العربي الإسلامي، وقد زيدت مساحته ليصل إلى أربعة وثلاثين ألف متر مربع، وقد جدد المسجد بالكامل، وزود بأجهزة التكييف التي يصل عددها إلى (410) أجهزة تكييف، كما يساعد على تلطيف الهواء (1100) مروحة، وتوجد بالمسجد شبكة صوتية من أحدث الأجهزة، وبه أربع مآذن، وتتم إضاءته بـ (600) كشاف، وتم إنشاء مجمع لدورات المياه، يوجد به أكثر من ألف دورة، وهي مصممة على الطريقة الأوتوماتيكية، ومن السهل استعمالها، ويبلغ عدد الصنابير ثلاثة آلاف للوضوء.
والمسجد يحتوي إمكانات كهربائية تجعل من السهولة تغطية نقل الشعائر عبر الأقمار الصناعية إلى مختلف البلاد الإسلامية ويستوعب المسجد (35000) ألف مصل، وتكلف تجديده (90) مليون ريال، ويتم تزويده بآلاف النسخ من المصحف الكريم من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وملحق بالمسجد مبنى لمبرة الملك عبد العزيز رحمه الله لتوزيع الطعام على فقراء الحجاج خلال يوم العيد وأيام التشريق.
تجديد مساجد المواقيت:
وقد تم تجديد وتجهيز كل مساجد وخدمات مواقيت الحج والعمرة في مختلف طرق الحج، ووفرت لها كل الخدمات، وهي:
1- ميقات السيل الكبير:
وهو المعروف تاريخياً (بقرن المنازل) الطائف - مكة المكرمة، ويتسع المسجد لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، وزود بالعديد من المرافق، كدورات المياه للجنسين، ووحدات الإحرام التي تحتوي على دورات مياه خاصة بالإضافة إلى ست عشرة وحدة سكنية، كل وحدة تضم ست غرف، وقد روعي في بناء المسجد إقامة سور يحيط بالمبنى، مع إقامة حدائق، وأرصفة، وخزانات علوية، وأرضية، وتبلغ مساحته (2600) متر مربع تقريباً، وتكلف إنشاؤه (76) مليون ريال.
2- ميقات وادي محرم:
ويقع في الهدى في طريق الطائف - مكة كذلك وقد بني المسجد على أحدث طراز، وروعي فيه بنائه إنشاء الحدائق والساحات الكبيرة التي من شانها التيسير على قاصديه من الحجاج والمعتمرين، كما تم تخصيص مواقف للسيارات، وتبلغ المساحة الإجمالية المصممة للصلاة نحو (1460) متراً مربعاً، يمكنها استيعاب ألفي مصل تقريباً.
وقد أقيمت دورات مياه، وثلاث وحدات سكنية، بالإضافة إلى عدد من الغرف المخصصة للإرشاد والتوعية، وبلغت التكاليف الإجمالية أكثر من (55) مليون ريال.
3- ميقات الجحفة برابغ:
وقد أقيمت على مساحة قدرها أربعة عشر ألفاً وأربعمائة متر مربع، ويشتمل على عدد من الغرف المخصصة للإحرام للرجال والنساء، بالإضافة إلى المرافق الصحية المتعددة، ويمكنه استيعاب نحو (1500) مصل، وتكلفته عشرة ملايين ريال.
4- ميقات يلملم:
وهو يخدم الحجاج والمعتمرين القادمين من طريق جنوب المملكة، ويضم المسجد الذي تكلفت إنشاءاته نحو أحد عشر مليون ريال، وهو على أحدث طراز معماري، ويتضمن العديد من المرافق والخدمات، مثله كبقية المواقيت.
5- ميقات التنعيم:
وهو ميقات أهل مكة، ويعتبر الآن داخل مكة المكرمة حيث تمتد الأحياء السكنية بعده وحوله، وقد أعيد بناء وتوسعة مسجد السيدة عائشة على مساحة (84) ألف متر مربع تشمل المرافق والخدمات التابعة له، أما مساحة المسجد فهي (6000) متر مربع، ويسع أكثر من (6500) مصل، وفي الميقات كل الخدمات الخدمية والتوعوية، وتكلف المسجد ومرافقة مائة مليون ريال.
6- ميقات الجعرانة:
وهو أحد مواقيت أهل مكة والمقيمين فيها عند أدائهم مناسك العمرة، وتبلغ مساحة المسجد (430) متراً مربعاً، ويتسع لنحو (600) مصل، وبلغت تكاليفه نحو مليوني ريال.
7- ميقات ذي الحليفة:
يقع في آبار علي، وتبلغ المساحة الإجمالية ستة آلاف ومائة وثمانين متراً مربعاً، ويشتمل على مئذنتين، ارتفاع كل واحدة أربعة وستون متراً، بالإضافة إلى قبة بارتفاع ثمانية وعشرين متراً، وقطرها سبعة عشر متراً، ويبلغ ارتفاع المسجد اثنا عشر متراً.